تاريخ السينما الإيرانية (12)

خاص آي فيلم: إحدى الأفلام الأخرى المثيرة للجدل في عام 1971 هو فيلم "داش آكل" للمخرج مسعود كيميايي، وهو اقتباص من قصة قصيرة بنفس الإسم للكاتب الإيراني الشهير صادق هدايت. والفيلم يصور قصة حب خائب لأحد فتية مدينة شيراز في منتصف العمر تجاه بنت شابة تنتهي إلى نهاية مأساوية.

علي حاتمي وبعد نجاح أفلامه السابقة قام أتم فيلم "بابا شمل" الباهض التكلفة، لكنه لم يلق إقبالا كبيرا وتسبب في إفلاس منتجي الفيلم.

لكن خلافا لعلي حاتمي قام أمير نادري وبعد سنين من المثابرة بصنع فيلمه الأول "وداعا أيها الصديق"{خداحافظ رفیق} وبتكاليف قليلة، ورغم عدم إقبال الجمهور لكنه لقي إقبالا واسعا من قبل النقاد والمطبوعات.

فيلم "الفزاعة"{آدمک} بإخراج خسرو هريتاش واجه آراءا موافقة ومخالفة كثيرة، وحظي بإقبال المتفرجين، كما أرسى أقدام مخرجه في أعماله اللاحقة.

يعتبر عام 1972 من إحدى الأعوام المميزة في تاريخ السينما الإيرانية حيث تم إنتاج 91 فيلما سينمائيا خلال هذا العام، وهي زيادة ملحوظة في الإنتاج السينمائي.

لكن استراتيجية الحكومة في الاستيراد الغير منضبط للأفلام الأجنبية وضع الإنتاج السينمائي الداخلي على حافة الخطر، كما أن إلاكثار من الخلاعة والتطرق إلى المضامين التافهة تسبب في إحجام العوائل عن ارتياد السينما.

الأفلام التجارية البارزة لذلك العام هي "صمد وسامي، ليلا ولي لي" بإخراج برويز صياد، "قدير" و"المناضل"{ فدایی} فيلمي المخرج رضا علامه زاده، "الكافر" إخراج فريدون كله، "الهائم"{خاطرخواه} إخراج أمير شروان، "السمين"{تپلی} إخراج رضا ميرلوحي، "رجل للتأجير"{مرد اجاره ای} إخراج خسرو برويزي، "ظفر" إخراج صابر رهبر، "الحكيم"{حکیم باشی} إخراج برويز نوري، "أبي أتى لنا بالخبز"{بابا نان داد} إخراج أمان منطقي، وهو الفيلم الأكثر مبيعات في شباك التذاكر في ذلك العام.

"السمين" أول أعمال رضا ميرلوحي كان فيلما متمايزا ومؤثرا، ونال استقبال المشاهدين أيضا، وقصة الفيلم مقتبسة من رواية "فئران ورجال" للروائي الأميركي الكبير جون شتاينبك.

علي حاتمي وبعد فيلمه الأخير قام بإخراج 3 أفلام متتالية، هي "قلندر" و"الخاطب"{خواستگار} و"ستارخان". یتطرق فيلم ستارخان إلى سيرة "ستارخان" القائد الوطني في العهد الدستوري. وبعد إخفاقه هذا في السينما؛ ركز على حاتمي ولعدة سنين على العمل التلفزيوني، وقام بصناعة مسلسلي "سلطان صاحب قران" و"قصص المثنوي" {داستان های مثنوی مولوی}.

بهرام بيضايي الكاتب المسرحي والمدون التاريخي ومخرج عدد من الأفلام القصيرة قام بإخراج فيلمه الروائي الطويل الأول "الوابل"{رگبار}، اقتنص الفيلم الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم وجائزة النقاد الدوليين من مهرجان طهران السينمائي الدولي الأول، والفيلم ورغم إقبال الناقدين عليه وقيمته الفنية لم يلق ترحيبا من قبل المتفرجين، وساق منتجه إلى خلف القضبان.

لكن وخلافا لفيلم "الوابل" نال فيلم مسعود كيميايي الخامس باسم "البلوتش" أقبالا كبيرا.

"ساعي البريد"{پستچی} من أعمال داريوش مهرجويي كان إحدى أهم أفلام عام 1972، حيث شهد نجاحا لافتا في شباك التذاكر وفي إقبال الناقدين عليه، وعرض الفيلم بمهرجانات كان وبرلين وروتردام ولندن وسيدني وعدد آخر من المهرجانات الدولية، وأثني عليه هناك.

يقتبس الفيلم قصته من مسرحية ألمانية، ويتطرق إلى شؤون رجل بسيط يخفق في الارتباط مع الجميع.